المستشار حسين أبو العطا يكتب .. من الذي لا يعرف المصريين .. ؟
تعتبر قوة الإنسان المصري وصموده من أبرز السمات التي ميزت الشعب المصري عبر التاريخ فمنذ فجر الحضارة، أثبت المصريون قدرتهم على الصمود والتحدي، وبناء حضارة أضاءت دروب التاريخ، وشهدت على عظمة شعبٍ تمكن من بناء إمبراطوريةٍ استمرت آلاف السنين, حقق فيها المصريون إنجازات علمية أبهرت الدنيا بأسرها ووقف العلم عاجزا أمام إعجازها إلى يومنا هذا, إعجازات في مجالات الطب والفلك والهندسة والزراعة وغيرها من المجالات , فقد تمكنوا من إجراء عمليات جراحية معقدة، ورصد حركة النجوم والكواكب، وبناء الأهرامات والمعابد بدقة هندسية مذهلة, في وقت كان العالم فيه ينعم بالظلام.
إن قوة الإنسان المصري هي قوة متأصلة في تاريخه وحضارته, إنها قوة تستمد من الأرض والتاريخ والدين والتحديات, إنها ليست مجرد قوة عسكرية أو اقتصادية، بل هي قوة إيمان وإصرار وعزيمة, وقد أثبت التاريخ أن هذه القوة قادرة على تحقيق المعجزات, فمنذ فجر الحضارة، أثبت المصريون قدرتهم على الصمود والبناء والإبداع، حتى في أصعب الظروف, فقد واجه المصريون عبر التاريخ العديد من التحديات والصعاب، سواء كانت طبيعية كفيضانات النيل أو بشرية كالحروب والاستعمار, هذه التحديات المتكررة صقلت شخصياتهم، وجعلت منهم شعباً صامداً وقوياً, لذلك فإن التحدي هو سمة أصيلة في شخصية المصريين، وهي موروث من الأجداد عبر أجيال وأجيال.
ولقد أثبت التاريخ عبر قرون طويلة وأزمنة بعيدة أن تمسك المصريين بحقوقهم هو جزء لا يتجزأ من هويتهم الوطنية، وهو ما يجعلهم شعباً قوياً صامداً, لذلك فمن الممكن أن يصمد المصريون أمام الكثير من المواقف والأحداث, ليس عن ضعف أو خوف أو عجز, لكنه الصبر المتأصل في شخصيتهم وهويتهم العريقة, لكنهم أبدا لا يفرطون في حقوقهم, أو يقبلون بالدنيئة مهما كانت الظروف.
إن صبر المصريين وقدرتهم على التحدي, هما سلاحهم الأقوى في مواجهة المواقف والتحديات , فالصبر ليس ضعفاً، بل قوة يستمد منها الإنسان القدرة على التحمل, وعندما يجمع المصريون بين الصبر والعزيمة والإصرار، فإنهم قادرون على تحقيق المعجزات.
لذلك مهما دارت الأيام, وتغيرت قواعد الزمان, ودارت فى عقول البعض الظنون والأوهام فهيهات هيهات, عليكم بقراءة صفحات التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل لتعرفوا مكانكم الحقيقي بين الأمم والرجال , أسألوا التاريخ عن مصر والمصريين, يا من لا تعرفون المصريين..!!