م. هشام درويش يكتب .. مستعدون لإعادة إعمار غزة

على الرغم من التحديات الجسيمة الموجودة بالفعل على أرض الواقع.. وعلى الرغم من محاولات بعض القوى الخارجية من بث روح اليأس والإحباط نحو كل ما يتعلق بالحديث عن إعادة إعمار غزة.. إلا أن الواقع أيضا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إعادة إعمار غزة ليس مستحيلا..!!

إعادة إعمار غزة تحتاج فقط بجانب التمويل المادي إلى عزيمة قوية ورغبة سياسية عربية جادة تبذل كل ما في وسعها لحشد الطاقات والجهود الدولية وكافة المنظمات الإنسانية في العالم لتأييد ودعم إعادة إعمار المدينة التي طوتها قوى الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
نعم .. نستطيع نحن العرب إعادة إعمار غزة مهما بلغ حجم التحديات وفى وقت قياسي.. دون إخراج سكانها.. أو تهجير أهلها من تلك الأرض التي ولدوا فيها.. وعاشوا عليها.. فأصبحت بالنسبة لهم كل الماضي والحاضر والمستقبل.
إن إعادة إعمار غزة ليست مجرد عملية بناء أو ترميم للمباني والمساكن التي هدمت.. ولا إزالة لأطنان الركام من الشوارع والميادين.. لكنها تتجاوز كل هذه الأمور لأنها في الواقع بمثابة استثمار في مستقبل شعب بأكمله.. فالأثر الإنساني لهذه الجهود يتجاوز كل الحدود ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
فمن خلال إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه والبنية التحتية الأساسية يمكن للسكان أن يستعيدوا حياتهم الطبيعية ويشعرون بالأمن والطمأنينة والاستقرار ما يعزز من قدرتهم على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.. إعادة إعمار غزة سوف تساعد وبشكل مباشر في تحسين الظروف المعيشية للسكان مما يقلل من الاعتماد على المساعدات الخارجية ويعزز من الاعتماد على الذات.. كما أن عملية الإعمار سوف تساهم دون أدنى شك في خلق فرص عمل وتحسين مستوى التعليم والصحة ما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام لأبناء المدينة الصامدة..إن إعادة إعمار غزة هي واجب إنساني وأخلاقي يجب على الدول العربية والمجتمع الدولي تحمل مسئولياته.. ودعم هذا الجهد وتوفير الموارد اللازمة لضمان الوصول إلى الهدف المنشود.
إن جمعيات الإنشاء والتعمير التعاونية وشركات المقاولات المصرية على أتم الاستعداد للمشاركة ومواجهة كافة تحديات إعادة إعمار غزة وتحقيق ملحمة بطولية جديدة لا تقل عن ملحمة الصمود التي يسطرها أبناء المدينة الباسلة كل يوم ..إننا في انتظار قرار القيادة السياسية بانطلاق إشارة البدء.. لنبدأ ملحمة التشييد والبناء في غزة ونحقق ما يراه البعض مستحيلا.