محمد جعفر يكتب .. الذكرى الثالثة لرحيل زهير
تحل علينا اليوم ذكرى واحد من رجال الحركة التعاونية المصرية المخلصين الذين نجحوا فى كتابة اسمائهم بحروف من نور فى تاريخ الحركة المديد.
تحل علينا اليوم ذكرى رحيل المحاسب أحمد زهير - رئيس الاتحاد التعاونى الإنتاجى السابق والذى يعد من بين أهم الذين تولوا مسئولية الاتحاد الإنتاجى منذ تأسيسه عام ١٩٧٦.
كان الراحل الكبير مدرسة متفردة فى العمل الإدارى .. جمع فيها بين خبرة الشيوخ وحماس الشباب.. وهب وقته وعمره للنهوض بالتعاون الإنتاجي .. آمن بالفكرة التعاونية كسبيل للنهوض بالمجتمع وحل أزماته فأعطى بلا حساب حتى الرمق الأخير من حياته فصنع واحدة من أزهى فترات النمو والازدهار للتعاونيات الإنتاجية .. نجح زهير فى وضع الاتحاد الإنتاجى فى مقدمة الصفوف .. وصنع إنجازات ستبقى شاهدة على فكر الرجل المتميز وإخلاصه اللامحدود .. فى عهده عادت ثروات وأصول الاتحاد الإنتاجى بعد أن ظن الجميع أنها لن تعود .. عادت أرض الاتحاد بمنطقة الهرم والتى تتجاوز قيمتها المالية اليوم ١٠٠ مليون جنيه .. كما عادت أرض الجمعية العامة للنجارة والأثاث بالأسكندرية والتى تتجاوز قيمتها اليوم ٥٠ مليون جنيه .. وزاد عدد الجمعيات الإنتاجية فى عهده ودخلت أنشطة جديدة للقطاع .. نجح زهير فى إصدار مجلة "التعاون الإنتاجى" التى تعد أهم إصدار صحفى فى تاريخ الاتحاد ونجح فى الحفاظ على دورية إصدارها لأول مرة فى تاريخ التعاونيات الإنتاجية رغم الصعوبات الكثيرة التى واجهتها .. كان يتم توصيل مجلة الاتحاد إلى الجمعيات الإنتاجية فى مختلف المحافظات مجانا إلى جانب وصولها لكافة الجهات المعنية بالحركة التعاونية فى مصر .. كما دشن زهير الموقع الالكترونى للاتحاد الإنتاجى ليكون الأول من نوعه أيضا وحقق نسب مشاهدات غير مسبوقة وأصبح اسم الاتحاد الإنتاجى فى مقدمة محركات البحث فى جوجل فى ظاهرة تعاونية متفردة .. كما شهد مقر الاتحاد بمنطقة المهندسين فى عهد زهير أكبر عملية تطوير فى تاريخه فأصبح مكانا يليق بأبناء القطاع .. كما قام بميكنة أعمال الاتحاد ليتواكب مع التحول الرقمى الذى يشهده العالم .. وأصدر كتالوج لأنشطة الاتحاد كان بمثابة سفيرا للتعاون الإنتاجى وأنشطته المختلفة فى كافة المحافل والمنتديات وهى أمور لم تعهدها التعاونيات المصرية من قبل .. تبنى زهير مشروع علاج التعاونيين لأول مرة فى تاريخ الحركة التعاونية المصرية .. وبذل الكثير من الجهد لتنفيذه .. نظم أكبر معرض فى تاريخ الاتحاد الإنتاجى لمنتجات الجمعيات الإنتاجية والحرفية فى مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية .. وفى عهده طافت الدورات التدريبية محافظات مصر من أقصاها إلى أقصاها لتنير طريق التعاونيين وتنشر الفكر التعاونى.. عمل بلا مقابل ولم يطلب لنفسه يوما عطية أو مطلبا .. كان واجهة مشرفة لكل من ينتمى إلى التعاون الإنتاجى..امتلك عقلا لا يكف عن التفكير والإبداع .. وحماسا قلما تواجد بين صفوف الشباب ..كانت لديه أحلام كثيرة وأفكار متطورة للنهوض بالتعاونيات الإنتاجية..لكن جاء الموت فتوقف العقل .. وانطفأت شعلة النشاط التى لم تهدأ.. وانطوت صفحة العمر فى مثل هذا اليوم قبل ٣ سنوات.
أما عن الجوانب الإنسانية فى حياة زهير وذكرياته ومواقفه مع كاتب هذا المقال فهى تحتاج إلى مقالات ومقالات .. وربما يجيئ اليوم الذى تخرج فيه تلك المواقف والذكريات إلى النور بشكل أو بآخر حتى نعطى لهذا الرجل ولو جزء بسيط مما يستحقه .. وحتى تتعلم الأجيال القادمة معنى الوفاء وقيمة الإخلاص فى العمل.. إن كان لنا فى العمر بقية ..!!
نسيت أن أذكر دور السيدة الفاضلة زوجته التى ضحت بالكثير والكثير من إنجاح زهير فكانت الجندى المجهول وراء كل هذه الإنجازات ..
رحم الله الأستاذ القدير أحمد زهير وأسكنه فسيح جناته وعوض أهله ومحبيه والحركة التعاونية المصرية عنه خيرا.. كلنا ذاهبون ويبقى الأثر.