وفاء الأخضر عمار تكتب ..فى ذكرى رحيل العالم الجليل دكتور كمال أبو الخير
تزدحم الذاكرة وتتلاحق الذكريات واحدة تلوى الأخرى مع اقتراب الذكرى السنوية لرحيلك (1 يناير،،)،،،تبدو الحروف والكلمات عاجزة أمام إنسان أصبح كيانا علميا وإنسانيا قلما نصادفه في عالمنا العربي،،،،وهنا يحضرني قول أمير الشعراء أحمد شوقي"وتحيا القلوب ببعض البشر"،،،،نعم كنت يا دكتور كمال من هذه الفصيلة، ،القلوب كانت تنتعش لرؤيتك وكان وجهك متى طل يبعث صفاء وسكينة في النفوس،،،كنت يا دكتور كمال حالة خاصة وكان همك الوحيد كيفية النهوض بالإنسان وبالتالي المجتمع،،،حملت رسالة التعاون على مدى عمرك بأدائك دون كلل أو ملل، وكان إيمانك الراسخ بتلك الرسالة النبيلة والتي انعكست تطبيقاتها على نهضة الشعوب غربا وشرقا ناموس حياتك ،فعملت على مدار تاريخك العلمي والعملي على تطبيقها دون النظر إلى جاه او منصب،،،،آثرت واحببت أن تكون "خوجة" في محراب العلم،،وسخرت كل حياتك في سبيل تحقيق النفع العام والنهضة بالنسيج الاجتماعي،،وطبقت وصية والدك"السلطان هو الذي يبتعد عن السلطات"،،فكنت السلطان المتوج بتاج العلم والمعرفة،،،آثرت أن ترتدي ثوب المتصوفة وزهدهم وعباءة الخاشعين لتلك الرسالة السامية التي تعلي من شأن الفرد وتدعو إلى التعاون وكان شعارها الآية الكريمة"وتعاونوا على البر والتقوى".
سيرتك العطرة غنية ومتنوعة لا تستطيع هذه المساحة سردها،،ومواقفك الإنسانية لا تعد ولا تحصى،،،لم تكن يوما متعاليا متفاخرا،،،فتواضع العلماء من شيمتك وسمة الحكماء هي طبيعتك وجسارة النبلاء كانت منهجك،،والصرح العلمي الكبير الذي شيدته بعرقك وكفاحك"المعهد العالي للدراسات التعاونية والادارية'" دون منحة من حاكم أو هبة من سلطان يتوق إلى يوم من أيامك،،،عزيمتك لم تفتر يوما أمام الطعنات التي تلقيتها من أعداء النجاح بل كانت تزيدك صلابة وجسارة ووقفت صلبا صلدا "كالجبل ما يهزك ريح" تفيض خيرا على الجميع كالنهر،،ذلك أن كفاحك المستميت لتحقيق مبتغاك الذي هو أمل الأفراد والمجتمع في حياة كريمة أوصلك إلى أعلى درجات الصبر لتبقى عبر الزمان نافعا بعلمك عند أجيال كثيرة منذ ستنيات القرن الماضي وعلى امتداد نصف قرن علمت هذه الاجيال كيف تختار لنفسها حاضرها ومستقبلها،،
واليوم تلاميذك ومريدوك يلملمون أحزانهم،،ولا يسعهم الا الدعاء لك بالرحمة وان يجازيك الله خيراعلى ما قدمته لبلدك ومجتمعك،،،و لا يفوتني أن أذكر هنا أن معرفتي بالدكتور كمال أبو الخير كانت قدرا جميلا والأجمل أنني رافقته في مشوار رسالته بعض الوقت،،
رحمة ونور عالى روحك الزكية يا فارس الحركة التعاونية العلمية في مصر والعالم العربي.