التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
الإثنين 14 أبريل 2025 05:21 صـ 16 شوال 1446 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
”التعاونية الأردنية” تشارك فى اجتماع اللجنة التحضيرية لتنظيم فعالية التعاونيات العربية فى الأمم المتحدة 2025 خالص التهانى القلبية للأستاذ عاطف محمود مدير عام الاتحاد التعاونى الزراعى طلاب ”هندسة عين شمس” يصنعون التاريخ ويفوزون فى المسابقة الدولية لتصميم مبنى مقاوم للزلازل بأمريكا أساقفة بنى سويف يترأسون قداس ”أحد الشعانين” بمشاركة الآلاف من الأقباط موعد أجازة شم النسيم وعيد تحرير سيناء وعيد العمال قيادي بـ «مستقبل وطن»: جولات الرئيس السيسي الخارجية تجسد رؤية مصر الحكيمة لتعزيز التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية وزير الصناعة والنقل يشارك في فعاليات ملتقى رجال الأعمال المصري السعودي البطاطس والموالح على رأس قائمة الخضراوات والفواكه المصدرة للخارج للأسبوع الـ 13 انخفاض أسعار السلع الأساسية في الأسواق.. والسكر يسجل 35 جنيهًا اليوم الأحد 13 أبريل 2025 أسعار الخضراوات والفاكهة.. تراجع في أسعار الليمون والبامية والملوخية والموز اليوم الأحد 13 أبريل 2025 الجمبري يبدأ بـ 188 جنيها.. انخفاض أسعار السمك البلطي والمأكولات البحرية بالأسواق اليوم الأحد 13 أبريل رئيس الوزراء يتابع الأعمال بمنطقة «الأهرامات» ومخططات إحياء «نزلة السمان» كمقصد سياحي

فيفيان سمير تكتب: عصابات الذكريات

يتغير الزمن جارفا معه الوجوه والأماكن، ولكن الذكرى تبقى، في الليالي الطويلة تخرج من أعماق الخزائن، تحاورنا بلغة لا يفهمها إلا من مر بأرض الفراق. تحدثنا أن الحياة لم تكن خسارة، وأن كل عطش مر بالقلب كان ذات يوم نهرا متدفقا من المشاعر. تلك التي تُخبئ لحظات بل نبضات تحمل رائحة أحبة رحلوا، وضحكات ودموع تاهت في زحام الزمن، كلما أغلقنا أعيننا، يستدير كالساعة الرملية، لنعود طفلا يركض لحضن أمه، يشتم رائحة عطر أبيه، جمال أول خطوة، أول كلمة، أول لقاء، لمسات وهمسات، نسمع صوت ضحكة لصديق تصاحب رائحة فنجان قهوة، ونستعيد مشاعر للحظات مقدسة لن تعود. هذه التفاصيل الصغيرة هي المرآة التي ترفض أن تكسرها الأيام؛ ففيها يبقى الوجه كما كان، والصوت كما انطبع، والرائحة تعانقنا بطيف عزيز. الذكرى هي الوعد بأن من وما كنا نحبه لا يموت.. إنما يتحول إلى نور يرافقنا بطول الطريق.

تخيل معي صديقي أن ينُزع منك ذلك الوعد ويسرق مصباحك، لتجد نفسك عاريا، وحيدا في وسط طريق مظلم، وهذه الذكريات معلقة على جدار افتراضي، مكتوب تحتها: "للبيع"، الغرباء يتصفحونها بأصابع باردة، ويقيمونها كسلعة. الذكرى التي كانت تختزنها عيناك فقط، ويدق لها قلبك لم تعد كنزك المخفي، طرحت بعرض الطريق، صارت مشاعا.

في عام 2022، أعلنت شركة "نيورالينك" التابعة لإيلون ماسك عن تطوير شريحة قادرة على قراءة الإشارات العصبية، وربط الدماغ البشري بالحواسيب. بينما ركزت المناقشات العامة على الفوائد الطبية، بدأت تقارير استخباراتية تُحذر من تحول هذه التكنولوجيا إلى أداة للجريمة المنظمة. اليوم، تُوثق منظمات حقوقية وعلماء أعصاب حالات لسرقة ذكريات شخصية عبر تقنيات متطورة، تُستخدم لابتزاز الأثرياء أو بيعها كقطع فنية افتراضية في أسواق سرية.

في ليلة خريفية ببرلين، بينما كانت "سارة م." تغوص في هوة نوم مضطرب تحت خوذة أسلاك تلمع كشبكة عنكبوتية، لم تكن تعلم أنها تُودع جزء من ذكرياتها البريئة. سارة، التي ظنت أن ذاكرتها غرفة محصنة لا تُقتحم، اكتشفت أن التكنولوجيا التي وثقت بها حولتها إلى سلعة في سوق للنخاسة من نوع جديد. بعد أسابيع، انكسر صمت عالمها بفيديو أشبه بقنبلة موقوتة: طفولتها بلحظة خاصة مع أمها في حديقة منزلهم، مُعاد تركيبها بتقنية تلامس حد الجنون. رسالة جافة ترافق الفيديو: "هذه اللحظة تُباع للمُزايد الأعلى.. أو ادفعي ثمن صمتنا". هكذا أصبحت الذكرى الشخصية مجرد سلعة في سوق سوداء لا ترحم.

ليست سارة وحدها. وفقا لتقارير اليوروبول (2023)، تعرض ما لا يقل عن 1,200 شخص في أوروبا لسرقة ذكرياتهم عبر تقنيات تُسوق كأدوات طبية، طُورت لمراقبة نوبات الصرع والأرق، تشريح الذاكرة على مذبح التكنولوجيا ليس خيالا علميا، بل كابوسا ترسمه أجهزة تخطيط الدماغ (EEG) التي تُباع ببساطة في صيدليات أوروبا. تكشف دراسة نُشرت في مجلة "Science" أن 65% من الذكريات البصرية يمكن إعادة بنائها عبر إشارات الدماغ، حيث تلتقط الأقطاب الكهربائية إشارات الدماغ الخافتة أثناء النوم أو الاسترخاء، ثم تُغذى هذه الإشارات إلى شبكات عصبية كـ"Deep Dream"، تتنبأ بما يراه الدماغ بناء على قاعدة بيانات ضخمة، تحول النبضات العصبية إلى مشاهد مُفككة من الصور ومقاطع الفيديو، والنتيجة، إعادة تركيب ذكريات شخصية تُخيل للضحايا أنهم يشاهدون شريط حياتهم المسروق بدقة تصل إلى 65%، وكأنما العقل صار كتابا مفتوحا بلسان ناطق. وهنا يصبح جاهزا لسوق المزايدة في أعماق الـ Dark Web، حيث تُعرض الذكريات المسروقة كتحف نادرة. أو تُباع كفيلم قصير بجوار الأسلحة البيولوجية والمخدرات، أو تتحول إلى "فن تفاعلي" في معرض افتراضي. بينما تُحذر منظمة العفو الدولية: "الضحايا فقدوا التمييز بين ذاكرتهم الحقيقية والمُصنعة.. كأنما أرواحهم نُسخت في ملفات رقمية".

من الفاتيكان إلى الأزهر، ارتفعت أصوات دينية تُحذر من تدنيس المقدس. الكاردينال رفاسي يصف السرقةَ العصبية بـ"اقتحام هيكل الروح والعقل هو قدس الأقداس"، بينما صرح المفتي السابق علي جمعة أن "هذه التقنيات تفتح أبوابا للشيطان... فالباطن يجب أن يبقى سرا بين العبد وربه".

في المقابل، يرد العلماء بأن 85% من التقنيات المستخدمة شرعية، لكن الشيطان يختفي بين ثنايا النوايا.

ففي مملكة القراصنة البيولوجيين وخلف واجهات شرعية في برلين وكييف، تعمل عصابات مُعقدة كخلية نحل سامة. قراصنة يُعدلون أجهزة الـEEG داخل صناديق تلفزيونات مهربة، وممولون يُديرون مزادات إلكترونية للذكريات، وفنانون مأجورون يحولون الألم إلى عروض افتراضية. في غارة مثيرة، ضبطت الشرطة الألمانية مختبرا يحوي 500 جهاز مُعدل، كان أحدها يسجل أحلام طفل مصاب بالصرع.

وفي نوفمبر 2022، أثار معرض فني افتراضي على منصة Decentraland غضبا دوليا بعد عرضه لوحة رقمية بعنوان "دموع أمي"، مبنية على ذكريات مسروقة. الفنانة أماندا سميث علقت لـ فوربس:

"الفنون الرقمية يجب ألا تتجاهل حقوق الإنسان... ما يحدث جريمة لا علاقة لها بالإبداع".

هنا يقفز السؤال الأهم هل يمكن وقف النزيف؟ أمام هذه العاصفة، تحاول بعض الحكومات إغلاق الباب، لتصبح كندا وفرنسا أول الدول التي تُجرم "القرصنة العصبية" في 2023 بعقوباتٍ تصل إلى 15 عاما، بينما تحذو دول الاتحاد الأوروبي حذوهما ببطء. لكن التحدي، كما تُلخصه الدكتورة ليلى مراد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: " كيف تُجرم تقنية هي نفسها تُنقذ مرضى الزهايمر... الفرق بين العلاج والجريمة قد يكون مجرد نيّة".

ليس هذا فقط بل إن 85% من التقنيات المستخدمة ذات أغراض طبية مشروعة، مما يُصعب مراقبتها.

كما أن التقرير العالمي للأمن السيبراني (2023) يُشير إلى أن 30% فقط من الضحايا يبلغون عن الجرائم خوفا من التشهير.

حين تموت الإنسانية قبل الإنسان تظل قصة "مارك ت." الجرح النازف في ضمير العالم. مبرمج أمريكي انتحر بعد أن بيعت ذكرياته مع ابنته الراحلة كـ “تحفة نادرة". زوجته تقول بصرخة صامتة: "مارك لم يمت لأنه فقد ذاكرته... بل لأنه أدرك أن العالم صار مكانا تباع فيه الروح بأسعار السوق".

هنا، يصبح السؤال

الأخلاقي أكثر إلحاحا من أي تقرير أمني، ماذا يبقى منا إذا تحولت خفايا عقولنا إلى بضاعة في سوق بلا ضمير؟ ماذا سيبقى من إنسانيتنا إذا صرنا نبيع ونشتري ذكرياتنا في السوق السوداء، بل حتى ملكيتنا لعقولنا مشكوك فيها؟ وكيف نعيش حياتنا ونحن نرتعد من مجرد استعادة ذكرى غالية قد تُسرق في غفلة منا.

الذكريات ليست مجرد بيانات... إنها الروح التي لا تُختزل في أكواد؛ ففي عالم تُهدد فيه التكنولوجيا قدسية أفكارنا، قد تكون الذاكرة آخر حدود الخصوصية، أهم ما يجب أن نحميه.

المصادر:

تقرير اليوروبول السري حول الجرائم العصبية (2023).

دراسة مجلة Science: "إعادة بناء الذكريات البصرية" (2021).

شهادات ضحايا منظمة العفو الدولية (أسماء مستعارة).

بيان مجلس الفاتيكان للثقافة (2022).

تحقيق صحيفة دي فيلت: "مختبرات القرصنة العصبية" (2022).

مقابلة مع الدكتورة ليلى مراد (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا).

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى13 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 51.1866 51.2860
يورو 58.1479 58.2660
جنيه إسترلينى 66.9520 67.0975
فرنك سويسرى 62.7748 62.9199
100 ين يابانى 35.6601 35.7369
ريال سعودى 13.6301 13.6661
دينار كويتى 166.5416 167.3006
درهم اماراتى 13.9355 13.9634
اليوان الصينى 7.0190 7.0336

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5320 جنيه 5291 جنيه $104.08
سعر ذهب 22 4877 جنيه 4850 جنيه $95.41
سعر ذهب 21 4655 جنيه 4630 جنيه $91.07
سعر ذهب 18 3990 جنيه 3969 جنيه $78.06
سعر ذهب 14 3103 جنيه 3087 جنيه $60.71
سعر ذهب 12 2660 جنيه 2646 جنيه $52.04
سعر الأونصة 165471 جنيه 164582 جنيه $3237.31
الجنيه الذهب 37240 جنيه 37040 جنيه $728.57
الأونصة بالدولار 3237.31 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى