هشام بيومي يكتب: ستة × صفر
في 120 سنة الأخيرة تطور العلم بشكل مهيب، حيث الإنجازات العلمية المذهلة ولا سيما في مجالات الوراثة والطب والعلوم الاجتماعية، في مطلع هذا القرن دخل علم الأحياء فترة تطور سريع في الهندسة الوراثية. وبقدر ما نجد في القرن العشرين قد أصبح الفعالية العظمي التي تشكل وتعيد تشكيل العقل المعاصر، يوماً بعد يوم وإلي غير نهاية، نجد تاريخ العلم هو تاريخ العقل الإنساني والتفاعل بينه وبين الخبرات التجريبية، حيث يجب أن نفكر ونبحث ونتدبر. هل التطور العلمي والميكرسكوب الحديث وكاميرة زويل تستطيع تصوير حركة الفيروسات والجراثيم والميكروبات التي عششة داخل جدران وفي أركان لعبة كرة القدم المصرية.
وعلي أية حال هل العلم والهندسة الوراثية يلتفت الي ما حدث في 2021 وأسباب إلغاء مبارة بين فريقي الكوم الأحمر والبراجيل في دوري القسم الرابع في كرة القدم المصرية. في كواليس إلغاء المباراة استبدال سيارة الإسعاف التي يفترض أن تكون موجودة في الملعب باخري لنقل الموتي، يوجد بها التابوت الخاص بالمتوفين.
العلم يقول في هذه الواقعة أنها فساد ولابد من التحقيق وحساب المسؤولين.
هل العلم وتطور الطب يلتفت الي واقعة اللاعب احمد رفعت رحمة الله عليه، عندما سقط اثر أزمة صحية أثناء مباراة الإتحاد السكندري في الدوري الممتاز يوم 11 مارس 2024، تسببت في توقف عضلة القلب قبل أن يتم إسعافه ويمكث بالعناية الفائقة لفترة اقتربت من شهر ليموت بعدها بثلاث اشهر صباح السبت الموافق 6 يوليو 2024.
نفس الحادث الذي تعرض له كريستيان اريكسون لاعب منتخب الدنمارك مواليد 1992، حيث انهار في الملعب في الدقيقة 42 أثناء مباراة الدنمارك ضد فنلندا في 12 يونيو 2021 وتم إيقاف المباراة أكثر من ساعة ونقل اريكسون الي المستشفي بعد انعاش القلب.
تعرض اريكسون الي أزمة قلبية مثل التي تعرض لها أحمد رفعت لكن الفرق أن هناك اهتمام أكثر وتشخيص أفضل، حيث تم زرع جهاز مقوم نظم القلب المزيل الرجفان، حيث وصفه نورتن بوسين طبيب منتخب الدنمارك بأنه ضروري بعد توقف القلب، بعدها فقط بستة ايام خضع اريكسون لعملية جراحية ناجحة، والآن عاد اريكسون مرة أخري يلعب كرة قدم.
لا يعني وجود أحمد رفعت في الرعاية الفائقة لمدة شهر أنه تلقي اهتمام لأن الإهتمام يعني تشخيص سليم وإذا لم استطع كان لابد من عرض أحمد رفعت علي طبيب في لندن أو برلين، لكن مزيد من الإهمال والفساد هذا غير الاضطهاد الذي تعرض له اللاعب في ناديه والأزمة النفسية التي مر بها اللاعب و يمر بها كل لاعب كرة قدم في كافة الأقسام ، من دوري الدرجة الأولى الي القسم الرابع.
لماذا ليس عندنا لامين جمال؟ هذا الشاب المحترف في برشلونة ويمثل منتخب اسبانيا وهو عمره 17 عام فقط.
يقول أحد اللاعبين في دوري القسم الرابع: اللاعب منا روحه في ايد المدرب ورئيس النادي، حيث يأتي الكشاف الي المدرب يطلب لاعب معين من أجل الإنتقال إلي نادي اخر أكبر حيث الأضواء والشهرة، هنا تحدث المساومة مع اللاعب رغم أنه لازال شاب صغير، أما الدفع مبلغ من المال يصل الي 100 الف جنيه، يدفعهم الشاب الصغير الي مدربه ومرشده والقدوة من أجل موافقته علي الإنتقال للنادي الأكبر. وفي الأندية الغنية حيث أبناء الأثرياء، يحدث اضهاد من نوع آخر حيث يلعب أبناء فلان وابن علان أقارب ومعارف المدرب. و يفاجأ الاشبال بشاب لم يحضر التدريب معهم ولا مرة في التشكيل الأساسي للمباراة، ما هي الرسالة التي تصل لهؤلاء الاشبال بين قوسين لا يوجد اخلاق ولا قيم ولا كرة قدم.
ماذا يقول العلم سوي ان هذا إجرام تعدي الفساد.
أسئلة عديدة من الجمهور حول هزيمة المنتخب المصري الاولمبي من منتخب المغرب الأولمبي، ستة أهداف دون رد. كيف يكون الفساد الذي ضرب كافة أركان لعبة كرة القدم أن يقدم لاعب موهوب يمثل مصر في المحافل الدولية، هذا الفساد الذي قتل كل المواهب الشابة وجعل مصيرهم في ايد أنصاف مدربين ومسؤولين الذكاء غاب عنهم، لا يمكن بناء مستقبل مشرق في بيت يخيم فيه الظلام ورائحة تقتل الحياة.
أصحاب المواهب تهرب من مصر إذا استطاعة، حيث لا يوجد حساب أو حماية لهم، عندما يقع جرم مثل حادث مباراة الكوم الأحمر والبراجيل في 2021، أو موت لاعب مثل أحمد رفعت أو هزيمة ثقيلة غير مفسرة.
نحن في حاجة ماسة إلي مكنسة اورونزيت العظيم للتخلص من جميع القاذورات داخل لعبة كرة القدم المصرية.